كتب:- اسلام حمدى السعيد
“لا يمكنك أن تتحكم في شعبك بالقوة، ولكنك قادر على إلهائهم بالاستهلاكية..” نعوم تشومسكى.
عندما قرائت هذه المقوله اثارت اعجابى لاول مره وعندما تاملتها وجدتها تحكى واقع مرير نعيش فيه الان وفى الماضى مثل فتره الحكم الملكى : وهى انجح فتره كان المجتمع المصرى فيه مستهلك حيث كانت هناك أفلام بتمجد الفقر وجماله وتبين عيوب الغنا وغالبا كانت بتنتهي بإن الشخص الذى تهبط عليه ثروة أخلاقه تتغير وبيبقى زير نساء وبيهمل بيته، وعياله ، وابنه بيفسد خلقه، ومراته اما تخونه يا اما بنت حلال “غاوية فقر” فتترك له المنزل وترجع لمنزلها القديم تنتظره حتى يفتقر وتسمعه الحكمة الخالدة “ياحلاوة الفقر ياجمالو” وخدنا ايه من الفلوس ياريتنا ماشفناها وباقي الاسطوانات الخزعبلية دي ومن أشهر هذه السلسلة فيلم لنعيمة عاكف اسمه “مليون جنيه” حيث حكى ان كل الذين ورثوا حدثت لهم مصائب وحياتهم اصابها الخراب الا البطلة اللى كانت مؤمنة بحلاوة الفقر وجماله.
هذه النوعية من أفلام “غسيل المخ ” كانت منتشرة أيام ثورة يوليو وقبلها وعادت بقوة هذه الايام في صورة مختلفة بتسليط الضوء على بعض النماذج المكافحة التي تعمل في مهن متواضعة رغم حصول اصحابها على شهادات واعتبار هذه النماذج هي الحل الوحيد والجميل لمشاكل البطالة.
مع احترامي لكفاح الشاب بائع الفريسكا وهو مكافح لاشك في ذلك لكن تسويق هذا النموذج باعتباره الحل السحري لجميع مشاكل الشباب
المتبطر على نعمة العمل المتوفر.
واستحضر فى ذهنى مقوله اخرى للعبقرى الدكتور نعوم تشومسكى :
“حتى تتمكن من السيطرة على الشعب اجعله يعتقد بأنه هو سبب تخلفه.”.
فلماذا لايتم تسليط الضوء على لصوص الفرص الذين احتلوا مراكز غيرهم لصلتهم بأصحاب المناصب رغم افتقارهم للكفاءة؟
لماذا يتم التركيز فقط على تحويل الناس لمجموعة من الخانعين القابلين بالظلم والراضين بضياع حقوقهم والمتفرجين على سرقة أعمارهم وسط حالة من البلادة.